تقرير حقوقي: إعدام 124 مواطناً كردياً في إيران خلال 2024

تقرير حقوقي: إعدام 124 مواطناً كردياً في إيران خلال 2024
تزايد الإعدامات في إيران - أرشيف

كشف التقرير السنوي لمنظمة "هانا" لحقوق الإنسان عن تصاعد القمع الممنهج ضد الأكراد في إيران خلال عام 2024، مع تسجيل ارتفاع حاد في الانتهاكات التي طالت الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين الأكراد. 

وأوضح التقرير الذي نشر، الخميس، أن النظام الإيراني نفّذ 124 عملية إعدام على الأقل بحق مواطنين أكراد، وهو العدد الأعلى خلال العقد الأخير، وفق صحيفة "إيران إنترناشيونال". 

وأشارت المنظمة إلى أن معظم هذه الإعدامات جاء على خلفية قضايا مخدرات، رغم أن مثل هذه القضايا لا تُعد من "أشد الجرائم خطورة" وفقًا للمعايير الدولية، كما أُعدم 10 سجناء لأسباب سياسية أو عقائدية في محاكمات تفتقر لأدنى معايير العدالة.

وفيات غامضة في السجون

سجّل التقرير وفاة 4 سجناء أكراد في السجون الإيرانية في ظروف غامضة خلال عام 2024، فيما امتنعت السلطات عن تقديم أي توضيحات رسمية حول أسباب الوفاة. 

وأكدت المنظمة أن هذه الممارسات جزء من حملة القمع الممنهجة التي تهدف إلى نشر الخوف وإسكات الأصوات المعارضة في المناطق الكردية.

وسلّط التقرير الضوء على العنف المفرط الذي تتعرض له شريحة العتالين الأكراد، حيث قُتل 41 شخصًا وأُصيب 216 آخرون بجروح على يد قوات حرس الحدود الإيرانية. 

وأشار التقرير إلى أن الإصابات الجسدية التي لحقت بالبعض أدت إلى إعاقات دائمة، في استمرار لسياسات استهداف هذه الفئة المهمشة، والتي يعتمد أفرادها على التهريب لكسب لقمة العيش.

ضحايا الألغام الأرضية

أفادت "هانا" بأن 10 مواطنين أكراد لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح خطيرة جراء انفجار ألغام أرضية على الحدود الإيرانية. 

ورغم أن معظم هذه الألغام تعود إلى فترة الحرب الإيرانية- العراقية، ذكرت تقارير أن الحرس الثوري الإيراني زرع ألغامًا جديدة خلال السنوات الأخيرة، ما ضاعف من معاناة السكان المحليين في المناطق الحدودية.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الإيرانية اعتقلت أو اختطفت 640 مواطنًا كرديًا خلال عام 2024، دون أوامر قضائية أو استدعاءات رسمية. 

وتعرضت عائلات المعتقلين لضغوط أمنية شديدة لثنيهم عن المطالبة بمعرفة مصير ذويهم، في انتهاك واضح للحقوق المدنية والقانون الدولي.

محاكمات غير عادلة

أكدت منظمة "هانا" أن المحاكمات التي يخضع لها النشطاء الأكراد تتسم بانعدام العدالة، إذ يواجه المعتقلون محاكمات غير شفافة تُصدر فيها الأحكام تحت تأثير الأجهزة الأمنية، وتعرض بعض المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافاتهم قسرًا.

وأكد التقرير أن الأكراد يعانون من تمييز منهجي في التعليم، حيث يُحرم الأطفال من الدراسة بلغتهم الأم. 

وأشار أيضًا إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الأكراد وغياب الاستثمارات الحكومية في المناطق الكردية، مما يرسّخ التهميش الاقتصادي والاجتماعي.

ودعت منظمة "هانا" المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الأكراد في إيران، مطالبة بفرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الجرائم، وممارسة ضغط دبلوماسي حقيقي لإجبار النظام الإيراني على احترام حقوق الإنسان.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية